المضادات الحيوية و صناعة الدواجن .... أعلى فائدة بأقل ضرر ...... (المقاومة و متبقيات الانسجة)

2016-09-07 00:00:00

المضادات الحيوية و صناعة الدواجن ....  أعلى فائدة بأقل ضرر ......  

(المقاومة و متبقيات الانسجة)

د. سليمان محمد سليمان حسن

مدرس الامراض المعدية – كلية الطب البيطرى – جامعة القاهرة

المضادات الحيوية هي عبارة عن مواد ذات أصل طبيعي تنتجها بعض أنواع الفطريات والخمائر أثناء نموها ، وهي تستخدم إما لقتل أو تثبيط البكتريا التي تصيب الطيور ،واستخدامها في صناعة الدواجن اما للهدف الوقائى أو العلاجى . اذا تم أستخدام المضادات الحيوية بالشكل والجرعة السليمة فإنها تقضي علي العدوي بشكل سريع وكامل وتعيد إنتاجية الطيور الى طبيعتها لتصير نعمة على المربى ،وإن تم استخدامها علي الوجة غير الصحيح سارت نقمة نتيجة تكون سلالات من البكتريا مقاومة للمضاد الحيوية علاوة علي ما يتكبده المربي من خسائر نتيجة إستمرار النفوق وخسارة الإنتاج ،لذلك يجب مراعاة  أستخدام المضادات الحيوية حتي تعم الفائدة ونحقق أفضل منتج بأعلى أمان وبالتالى تطور صناعة الدواجن.

فى مقدمة اكتشاف المضادات  الحيوية تم استخدامها كاضافات علفية منشطة للنمو وذلك فى اواخر الاربعيينات حتى عام ١٩٩٨م حيث تم حظر استخدامها  كاضافات للأعلاف, وفى بدايات استخدام المضادات الحيوية تم اضافاتها بجرعات منخفضة كإضافات غذائية لـ ‘تعزيز النمو “، في حين أقتصرت الجرعات الاعلى على الإستخدام العلاجي.

لابد عند استخدام المضادات الحيوية من مراعاة عدة نقاط هامة لتوفير عوامل الامان  مثل تأثير المضاد الحيوى (قاتل أو مثبط), طيف او مدى المضاد الحيوى (واسع أو محدود), مجال المضاد الحيوى (بكتيريا موجبة الجرام او بكتيريا سالبة الجرام) والاهم فى هذة النقاط هى توقيت وصولة لاعلى مستوى بالدم وبالتالى اختراقة للانسجة المصابة  وتاثيرة على البكتيريا وفترة سحبة من الجسم.

تنقسم المضادات الحيوية الى انواع كثيرة فالنسبة لتاثيرة منها المثبط للنمو ومنها القاتل وبالنسبة للطيف منها واسع المجال ومنها محدود او ضيق المجال وبالنسبة لمجاله من خلال تاثيرة على الانواع المختلفة من البكتيريا منها المضادات الحيوية التى تؤثر على البكتيريا موجبة الجرام ومنها المضادات الحيوية التى تؤثر على البكتيريا سالبة الجرام ومنها المضادات الحيوية التى لها تاثير على الانواع المختلفة من البكتيريا ولكن يكون لها تاثير اقوى على نوع دون الاخر من البكتيريا.

وبناءاً على ماسبق فالمضادات الحيوية تنقسم الى عائلات مختلفة مثل البنيسيلينات (Penicillins) و السيفالوسبورينز (Cephalosporins) و الماكروليدات (Macrolides) والتيترسيكيلينات (Tetracycline) والامينوجلوكسيدات (Aminoglycosides) وغيرها. وتعد عائلات البنيسيلينات (Penicillins) و السيفالوسبورينز (Cephalosporins) والامينوجلوكسيدات (Aminoglycosides) من اشهر المضادات المستخدمة فى مجال صناعة الدواجن .

تحتوي تلك المجموعة علي العديد من المضادات الحيوية الشائع استخدامها في الدواجن مثل استربتومايسين والنيوميسين والأسبكتينوميسين والجنتاميسين والكاناميسين. ويعد الجنتاميسين (Gentamicin) الاشهر استخداماً بين انواع تلك المجموعة والذى اظهر مع الوقت وكثرة الاستخدام مشاكل كثيرة مثل ظهور عترات من البكتيريا مقاومة للجنتاميسين , بالاضافة الى جرعاتة العالية وتاثيرة الضار على الانسان الذى يتناول لحوم تلك الدواجن التى تحتوى على متبقيات الجنتاميسين. والطامة الكبرى فترة سحبة من الجسم والتى تتعدى الشهر.  لذا وجب استخدام مواد فعالة اخرى تجنب هذة المشاكل والمثال الناجح على هذا هو جزىء الكاناميسين (Kanamycin) .

تم اكتشاف الكاناميسين فى الخمسينات وتفرزه نوع من انواع البكتيريا  Streptomyces kanamyceticus  والكاناميسين له تاثير قاتل و خاصه علي البكتيريا سالبة الجرام  ويكون هذا التاثير عن طريق إعاقة تصنيع البروتين في الخلايا البكتيرية مما يؤدي لموتها كما تشترك تلك المجموعة في خاصية عدم الإمتصاص من الأمعاء إذا ما تم إعطائها للطائر في ماء الشرب وبالتالى ما يتم حقنها.

يعد الكاناميسين من المضادات الحيوية التى لها تاثير قاتل على البكتيريا سالبة الجرام وموجبة الجرام ولكن التاثير الاقوى على البكتيريا سالبة الجرام مثل العصيات القولونية (الايشيرشيا كولاى) والمسببة لمرض الجهاز التنفسي المزمنة (CRD) والسالمونيلا والباستيريلا وغيرها من البكتيريا سالبة الجرام بالاضافة الى مجموعة من البكتيريا موجبة الجرام.

ومن اهم مميزات الكاناميسين عن باقى المجموعة انه يصل الى اعلى تركيز له فى الدم فى خلال نصف الساعة بعد عملية الحقن نتيجة الامتصاص السريع وبالتالى ضمان التاثير السريع والناجز على الدواجن مما بنعكس على الطيور فى صورة التحسن السريع وزيادة سحب العلف وبالتالى زيادة معدلات التحويل. كذلك الاهم هو الاتاحة الحيوية لجزئ الكاناميسين فى الجسم والذى تدل الابحاث على اتاحة حيوية اكثر من 90%. هذا بالاضافة الى ظاهرة "Post Antibiotic Effect" وهى عبارة عن امتداد تاثير الكاناميسين وفاعليتة داخل الجسم الى اكثر من يوم كامل حتى بعد نزول تركيز المادة الفعالة الى اقل مستوى مثبط لنمو البكتيريا (MIC) وتعتبر هذة الميزة من اهم الميزات للكاناميسين والتى تجنب بصورة كبيرة جدا تاثير المجموعة على الكلى وهذا ما يقلق استشارى الدواجن. الامر الهام فى الكاناميسين هو فترة السحب والتى تكون حوالة 6 ايام وبالتالى نققل من خطر متبقيات الادوية فى لحوم الدواجن المعدة للاستهلاك الادمى بصورة كبيرة جدا بالاضافة الى تقليل نسب تكون او تطور عترات من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.

الكاناميسين له تاثيرات مؤزارة لبعض المضادات الحيوية الاخرى الشائع استخدامها فى علاجات الدواجن وبالتالى يسمح لاستخدامة بالتوازى مع الانواع الاخرى من المضادات الحيوية. ليس فقط كل هذة المميزات بل يزيد على هذا الجرعة المقررة للكاناميسين والتى لها مجال واسع للحركة فالجرعة الموصى بها هى 15 – 25 مجم مما يتيح للاستشارى حرية تحديدها بناءا على الصورة الاكلينيكية للامراض التى يؤثر عليها الكاناميسين.

الخلاصة

المضادات الحيوية هي أحد الأدوات المتوفرة في أيدي الأطباء البيطريين والتي من خلالها يتم السيطرة علي
الأمراض البكتيرية التي تهدد صناعة الدواجن علاوة علي أنها تساعد علي توافر منتجات الدواجن الخالية من
الأمراض المعدية التي من شئنها أن تهدد صحة المستهلك ،وعليه فإن استخدمت تلك الأداة بأساس علمي
صحيح وبإرشاد المتخصصين ظلت سلاح يساعد في مقاومة الأمراض ويساهم في زيادة الإنتاج الداجني