مدير معهد الإنتاج الحيواني يزف أخباراً سارة لمربي الدواجن حول سلالة دواجن طنطا المستنبطة مؤخراً

2023-12-16 15:18:53

بشرى سارة الى كل مربي دواجن حول انتاج سلالة دواجن طنطا والمستنبطة مؤخرا، فهي ستمثل نقلة نوعية بالنسبة للسلالات المحلية.

وفي لقاء لنا مع مدير معهد الانتاج الحيواني، الأستاذ الدكتور محمد الشافعي، والذي يحدثنا عن آخر ما توصلت له برامج تحسين سلالات الدواجن المحلية.

أولاً نريد نبذة عن المسيرة العلمية والعملية لسيادتك؟ 

تخرجت في كلية الزراعة عام 1991، وحصلت على درجة الماجستير عام 1997. وكانت أبحاثي تتركز على تأثير الإجهاد الحراري والتغيرات المناخية على أداء الماعز.

واستلمت العمل في معهد بحوث الإنتاج الحيواني منذ عام 1991، وتدرجت في الوظائف به حتى الآن.

ما هي أهم العقبات التي تصديت لها عندما توليت إدارة المعهد؟

كان من أهم العقبات التي واجهت المعهد في الفترة التي توليت فيها إدارته، نشوب الحرب الروسية الأوكرانية؛ والتي أثرت بالسلب كثيراً، من خلال انعكاسها على ارتفاع أسعار الأعلاف، ربما أكثر من ثلاثة أضعافها؛ مما أدى إلى حدوث هزة كبيرة في قطاع أعلاف الحيوانات والدواجن، وقد حدثت هذه المشكلة قرب نهاية السنة المالية تقريباً؛ فواجهتنا مشكلة في توفير الأعلاف اللازمة لتغذية قطعان الحيوانات والدواجن بالمحطات البحثية، والعنابر التابعة للمعهد من خلال الإمكانيات المتاحة، ووضعنا أكثر من سيناريو، منها تخفيض بعض الأنواع الحيوانية غير المطلوبة دون التخلص تماماً من أي نوع.

نريد التعرف على دور معهد الإنتاج الحيواني في الحفاظ على السلالات المحلية وتحسينها؟

المعهد في الأساس يعتبر هو المعهد القومي للثروة الحيوانية والداجنة، ويعتبر هو المرجع لكل السلالات الحيوانية الموجودة في مصر، وبالتالي من الواجب علينا الاحتفاظ بكل السلالات الموجودة في المعهد، لكن هناك بعض السلالات التي تكون مطلوبة أكثر، والبعض الآخر يقل الطلب عليه، وهناك بعض السلالات نحافظ عليها كأصول وراثية.

وبالطبع يقوم المعهد باستمرار بإجراء تحسين وراثي على الأنواع الحيوانية مع الاحتفاظ ببعضها، مثل: السلالات المحلية للأبقار، والتي نجري عليها عمليات الانتخاب الوراثي.

وماذا عن سلالة دواجن مستنبطة محليا؟

- بالنسبة لسلالات الدواجن المحلية تعتبر سلالات مستنبطة تم استنباطها لأهداف معينة، وقد سميت بأسماء المناطق التي استنبطت فيها، فهناك سلالات الفيومي والدندراوي والسيناوي ومطروح وبهيج والجميزة.

- فكل هذه السلالات تم استنباطها لتلائم ظروف منطقة جغرافية معينة.

- وبالطبع يعتبر المعهد هو مصدر هذه السلالات، والتي تلقى إقبالاً شديداً، وقد وصل عدد السلالات المحلية المستنبطة إلى  12سلالة، ولدينا في مصر ثلاثة أصول للدواجن، وهي:

1- الفيومي والتي تتميز بمقاومتها الشديدة للأمراض، ولذا انتشرت في العالم كله، وكل دولة أجرت عليها تحسينات مختلفة، لكنها تظل مسجلة باسم الفيومي المصري.

2- الدندراوي نسبة إلى (دندرة) بمحافظة قنا، وتتميز هذه السلالة بقدرتها الشديدة على تحمل درجات الحرارة العالية، أما مزاياها الأخرى فتتمثل في إنتاجها العالي من البيض.

3- والأصل الثالث هو السيناوي، نسبة إلى سيناء.

- ويحتفظ معهد الإنتاج الحيواني بهذه الأصول الوراثية الثلاثة كأصول أساسية.

- وتم استنباط سلالة دواجن أخرى من خلال التهجين بين الأصول المحلية والسلالات الأجنبية، لتحسين إنتاج اللحم والبيض في سلالاتنا.

- وبالإضافة للدجاج هناك محطة إنتاج الرومي، فنحن لدينا محطة متميزة جداً في إنتاج الرومي في (محلة موسى) بمحافظة كفر الشيخ، وعندنا سلالتان متميزتان جداً للرومي، وهما الرومي الفرنسي والرومي البرونزي وسلالة خليط بينهما، ومعدل إنتاجها مرتفع جداً.

- وبفضل الله ونظراً لاهتمامنا الدائم بالتحصينات المستمرة لسلالاتنا المحلية، فقد استطعنا المحافظة على سلامتها من الأمراض حتى في ذروة انتشار أنفلونزا الطيور.

- وبالإضافة لذلك يمتلك المعهد قطيع من الأوز المصري، ونحن نعتبر الجهة البحثية الوحيدة في مصر التي تمتلك الأوز المصري.

- فبعد فترة جائحة أنفلونزا الطيور، بدأ الأوز في الانقراض، ولاحظ المعهد هذه الظاهرة بعد تفشي الأنفلونزا في مصر، نظراً لتخلص مربي الأوز في المنازل من طيورهم، خوفاً من نقله للأنفلونزا، نظراً لقابليته الشديدة لحمل الفيروس، رغم عدم إصابته به.

- وإزاء انقراض أعداد الأوز بدأ المعهد في تكوين قطيع متميز من الأوز المصري بمحطتنا البحثية في دمياط، حيث توجد هناك محطة بحوث خاصة بالطيور المائية، تحتوي على أكثر من سلالة، منها البط الفرنسي والسوداني والمسكوفي.

هل قمتم باستنباط سلالة دواجن جديدة، يمكن أن تحدث نقلة نوعية بالنسبة للدواجن المحلية؟

- بالفعل قام المعهد مؤخراً باستنباط سلالة جديدة تحت اسم (سلالة طنطا-1).

- والحقيقة أن كل السلالات المحلية المستنبطة في السابق، كانت ثنائية الغرض، أي لإنتاج اللحم والبيض، أما سلالة دواجن (طنطا) فتتميز بأنها مخصصة لإنتاج اللحم فقط.

- كانت كل سلالات الدواجن التجارية المتداولة عبارة عن سلالات يتم فيها استيراد الجدود لإنتاج كتاكيت التسمين في مصر، لكن لم تكن هناك سلالة دواجن لحم محلية.

- وقد سعى المعهد منذ ثمانية سنوات إلى استنباط سلالة دواجن لحم محلية، وبالفعل نجحنا في استنباط هذه السلالة.

- فهي تتميز بميزات نوعية تنافسية، تعطيها الأفضلية عن السلالات المستوردة، وهي قدرتها العالية على مقاومة الأمراض، وأنها أكثر تأقلماً مع ظروف بيئتنا المصرية.

- فكل السلالات المستوردة تربى بنظام العنابر المغلقة من أجل التحكم في الظروف الجوية، أما سلالات الدواجن المحلية فيتم تربيتها غالباً بالنظام المفتوح، أو ما يعرف ب (Free Range Style)، بالإضافة لأنها تستهلك كمية أقل من العلف.

- ولعل من أهم مميزاتها تفضيل المستهلك المصري لها من ناحية المذاق. وقد روعي في سلالة دواجن (طنطا-1) المستنبطة حديثاً، تفادي عيوب السلالات المحلية المستنبطة سابقاً إلى حد ما.

- فأهم العيوب في السابق تمثلت في بطء معدل النمو، وقلة معدل التحويل الغذائي، ومن ثم انخفاض الوزن النهائي بالمقارنة مع السلالات المستوردة.

- وقد نجحنا في أن نجعل سلالة دواجن (طنطا-1)، تنضج عند عمر 50 يوم، وبالتالي قللنا مدة دورة التربية، وفي نفس الوقت زاد معدل الكفاءة التحويلية في هذه السلالة ليصل إلى أن كل 3.8 كيلوجرام علف يعطينا 2 كيلوجرام لحم، ويعتبر هذا معدلاً ممتازاً بالنسبة للسلالات المحلية.

- وفي نفس الوقت كلما قللنا استهلاك الطائر من العلف، فإننا نقلل استهلاكه من الماء، مما يتوافق أيضاً مع سياسات ترشيد استهلاك المياه، وأصبح عدد دورات التربية في السلالة الجديدة أكبر.

هل تم استنباط سلالة دواجن جديدة بمدينة طنطا، وبالتالي حملت هذا الإسم؟ ومتى تكون مطروحة للتداول؟

- هي لم تستنبط في طنطا، وإنما في محطة بحوث (الجميزة) بمحافظة الغربية، وتم اختيار اسم (طنطا-1) نظراً لقربها من محطة الجميزة، ولكيلا يحدث خلط في التسمية بينها وبين سلالة الجميزة المستنبطة سابقاً.

- والسلالة حالياً في مرحلة الإكثار بمحطة بحوث الجميزة، وتم ترقيمها بالرقم 1، لأنه من المتوقع استنباط سلالة دواجن جديدة منها بإذن الله.

- وسلالة دواجن طنطا المستنبطة حديثاً بيضاء اللون، لأن أجدادها تتميز باللون الأبيض؛ ونظراً لأن المستهلك المصري ينظر إلى الدجاجة البيضاء على أنها مستوردة، ويعرف الدواجن البلدي بلونها الأحمر أو الأحمر المرقط بالأسود أو الأسود المرقط بالأبيض، فإننا نسعى في المستقبل بإذن الله إلى تلوين سلالة طنطا وفقاً لذوق المستهلك المصري.

- ونظراً لأن سلالة دواجن (طنطا-1) تم استنباطها في منطقة الدلتا، فإننا نسعى أيضاً إلى جعلها صالحة للتربية في كل المناطق بمصر سواء الدلتا أو الصعيد، وبالتالي سنقوم بنقل بعض أفرادها إلى محافظة الفيوم لتربيتها بمحطة بحوث (العّزب)، وإلى محطة (ملوي) بمحافظة المنيا، وهي آخر محطات المعهد في الجنوب، ونقيم أداءها في هذه المناطق، فإذا أثبتت قدرتها على الانتشار على مستوى الجمهورية، فسنقوم بتعميمها بإذن الله.

ما هو حجم القطعان التي يمتلكها المعهد؟

- يمتلك المعهد حوالي تسعة آلاف أم دجاج، ونمتلك في كل نوع حيواني درجات، فالأمهات تتبعها كتاكيت بأعمار مختلفة، موزعة على المحطات البحثية المختلفة لضمان ترقيتها.

- ولدينا من الرومي حوالي  700 أم، وما يعادل هذا العدد بالنسبة للبط.

- وننتج من هذه الأمهات حوالي 450 ألف كتكوت سنوياً لتوزيعها على المربين، من خلال المحطات التابعة للمعهد، ومن خلال زيارات المربين للمعهد.

- ونحن لا نكتفي بتربية الكتاكيت فقط، بل نقوم بتوزيعها في صورة بيض مخصب، يقوم المربون بتفريخه لديهم، نظراً لصعوبة نقل الكتاكيت إلى بعض المناطق لبعد المسافة، حيث ننتج نصف مليون بيضة مخصبة في السنة، بالإضافة إلى ال  450ألف كتكوت.

- أما بالنسبة لقطيع الأوز الذي بدأنا في تكوينه منذ حوالي 5 إلى 6 سنوات؛ فقد وصل تعداده الآن إلى حوالي 300 أوزة، ويتم إكثار القطيع بإذن الله.

وماذا عن عدد البيض الذي تنتجه محطات المعهد؟

بالنسبة لبيض المائدة، ليس أقل من  18إلى  20 مليون بيضة في السنة، يتم طرحها للتداول من خلال المحطات التابعة للمعهد، والتي تغطي جميع أنحاء الجمهورية.

أما بالنسبة لبيض التفريخ فيصل عدد ما ينتجه المعهد إلى حوالي نصف مليون بيضة تفريخ مخصبة في السنة.

ماذا عن دور المعهد في مساعدة صغار المربين، وأصحاب المزارع الصغيرة؟

- الحقيقة أن هذا هو الدور الأساسي للمعهد، ويشمل هذا الدور توزيع الكتاكيت والبيض المخصب على المربين، وتوزيع سلالة دواجن محلية محسنة عليهم لتربيتها، بالإضافة للدور الإرشادي للمعهد في إرشاد وتدريب المربين والمهندسين الزراعيين نحو أساليب الإنتاج المثلى للدواجن.

- ويتم تنظيم دورات تدريبية في مقر المعهد، بالإضافة لزيارة المربين، وتقديم الاستشارات اللازمة، وعقد دورات تدريبية داخل المحطات التابعة للمعهد بجميع أنحاء الجمهورية.

- ويضم المعهد قسم لبحوث تغذية الدواجن، وقسم لبحوث استخدام المخلفات الزراعية، حيث يقدمان النصح للمربين بالنسبة لأحسن التركيبات العلفية للطيور، بما في ذلك البدائل المتاحة، مع مراعاة تقليل التكلفة بالنسبة لصغار المربين.

- كما يصدر المعهد باستمرار نشرات إرشادية لتوعية المربين.

وهل هناك مهام أخرى يقوم بها معهد الإنتاج الحيواني؟

نعم، فالمعهد هو المسئول عن تسجيل جميع التركيبات العلفية المتداولة في مصر، فأى مصنع أعلاف لا يمكنه تصنيع تركيبة علفية إلا بعد تقييمها وتسجيلها في المعهد من خلال قسم تغذية الدواجن، ثم يتم أخذ عينة منها لتحليلها في معمل الأغذية والأعلاف.

هل للدورات التدريبية التي يقيمها المعهد برنامج معين؟

الدورات التدريبية يعلن عنها وفق برنامج معين يتم إعلانه بشكل دوري، وهي تعقد بشكل مجاني لكل المقيمين على أرض مصر، كما يتم تنظيم دورات تدريبية تخصصية للوافدين، يتم الاتفاق عليها برسوم معينة، وتقام في المعهد أو في المركز الدولي للزراعة، وبالتنسيق مع العلاقات الخارجية بالوزارة.

*ختاماً، ما هو طموحكم للنهوض بالثروة الحيوانية والداجنة خلال الفترة القادمة؟

يأتي في مقدمة طموحاتنا حالياً نشر سلالة دواجن مستنبطة جديدة على مستوى مصر، ونخطط لأن تغطي جميع أنحاء الجمهورية خلال سنتين بإذن الله.

أما الشق الثاني بالنسبة لطموحاتنا فهو الحفاظ على المصادر الوراثية للسلالات بالمعهد.

أجرى الحوار: محمد زين العابدين

الأستاذ الدكتور محمد الشافعي